الخميس، 12 مارس 2015
التحشيد التكفيري ضد الحشد .. حملة منسّقة يتورط فيها الأزهر
دخل الازهر على خط الاتهامات المنسّقة، ليقول ان أهالي السنة في العراق يتعرضون الى القتل والتهجير.
ظهرت بوادر انقاذ رقبة عصابات داعش الإرهابية، من سيف الجيش العراقي، والحشد الشعبي، بعد انتصار كبير في محافظة صلاح الدين، شمالي العاصمة العراقية بغداد.
واولى هذه البوادر اتهام قواتِ الحشد الشعبي، بانّها مجاميع ارهابية خطيرة، ترتكب اعمال قتل وتهجير لابناء المناطق السنية في صلاح الدين وصلاح الدين.
ودخل الازهر على خط الاتهامات المنسّقة، ليقول ان أهالي السنة في العراق يتعرضون الى القتل والتهجير، فيما سكتت
ذات الأطراف عما ارتكبه تنظيم داعش الإرهابي، بحق المكون الأكبر في العراق، والأقليات، طيلة الفترة المنصرمة.
وقال الأزهر في بيانه، ان "هناك قلق بالغ لما يرتكبه الحشد الشعبي المتحالف مع الجيش العراقي من ذبح واعتداء بغير حق ضد مواطنين عراقيين مسالمين لا ينتمون إلى داعش أو غيرها من التنظيمات الإرهابية".
لكن "جماعة علماء العراق"، وهي جماعة سنية، استنكرت بيان الأزهر حول الحشد الشعبي معتبرة، موقف الازهر "بعيد عن الحقيقة، وغير مستند إلى الواقع"، و مؤكدة أن "الحشد يضم مقاتلين عراقيين من السنة والشيعة".
ورد رئيس الوزراء العبادي الخميس في وقفة تضامنية في الجامعة التكنولوجية، الخميس، على هذه الاتهامات بالقول ان "هناك اساءة بحق القوات الامنية ومواطنينا بشكل عام عبر الكذب وتزوير بعض الحقائق عبر مواقع التواصل الاجتماعي"، موضحا ان "ما حصل في تكريت والعلم والمناطق الاخرى المحررة خير دليل على تلاحم الشعب مع القوات الامنية العراقية".
وتسعى أطراف سياسية داخلية في العراق، مقرونة بتحركات إقليمية، من وراء اتهامات الجيش العراقي وفصائل الحشد الشعبي، الى "شرعنة" تشكيل محور إقليمي "سني" تحت عنوان مواجهة محور "شيعي".
وقالت جماعة علماء العراق السنية ان "الجماعة برئاسة الشيخ خالد الملا تابعت البيان الأخير الصادر من الأزهر الشريف والمتعلق بالحشد الشعبي وما نُسب إليه من سلوكيات غير صحيحة إطلاقا"، مبينة أن "ما جاء في بيان الأزهر الشريف حول الحشد الشعبي هو بعيد عن الحقيقة وغير مستند إلى الواقع وليس له صلة بما يجري في المناطق التي تحررها القوات الأمنية والحشد الشعبي وأبناء العشائر".
وأكدت الجماعة أن "الأزهر ربما لا يعلم أن الحشد الشعبي ليس تشكيلا طائفيا كما يُروج له، بل أنه يتألف من شيعة وسنة يقاتلون جنبا إلى جنب من أجل غايات سامية وطنية تتمثل في تحرير المناطق المحتلة ذات الغالبية السنية من تنظيم داعش الإرهابي".
وأدانت الجماعة "المصادر والجهات المغرضة التي اعتمد عليها الأزهر في إصدار بيانه هذا"، مشيرة إلى أن "تلك المصادر تحاول التغطية على هزائم وإجرام داعش والإرهابيين وتضلل الرأي العام وهي نفسها التي صمتت ولم تنتقد سلوكيات هذا التنظيم وما قام به في العراق من تفخيخ للشوارع والبيوت والمساجد منذ سنوات عديدة".
ودعت المرجعية الدينية في النجف الأشرف، الحشد الشعبي والمقاتلين الى الحفاظ على أرواح الأبرياء، والابتعاد عن كل عمل يسيء إلى جهادهم الوطني ودفاعهم عن العراق.
ويستدل المدافعون عن الجيش العراقي والحشد الشعبي، على التزام المقاتلين باخلاق القتال وتوجيهات المرجعية، بالمئات من مقاطع الفيديو التي تنقل مشاهد استقبال الناس في تكريت للقوات الأمنية.
من جانبه رد المرجع النجفي على اتهامات الأزهر للحشد الشعبي في العراق بقتل "السنة"، بالقول "بأننا قلقون فيما إذا أصاب الأبرياء أي مكروه، فإن دم المسلم من أعظم المحرمات عندنا، وقد أصدرت المرجعيات في النجف الأشرف بيانات دقيقة في ذلك نأمل منكم الاطلاع عليها لتعرفوا حجم الاهتمام والتوصيات في الحفاظ على دماء المسلمين الأبرياء والسعي لتخليص أرواحهم من الظلم، وليس بظلمهم والعياذ بالله".
وقال النجيف "إننا نخشى أن يكون رد فعل الحكومة العراقية والحشد الشعبي نتيجة هذه الصيحات هو ترك المناطق السنية لداعش لتقتل ما تبقى من أهل السنة ممن نجا منهم، وهو مخالف لهم في هواهم، سائلين الله أن يحمي العراق وأهله من هذا البلاء".
وحذر الناشط محمد حسن الساعدي من محاولات تشويه إنجازات الحشد الشعبي، بتحويل "الانتصار الى انتقام"، داعيا الى "المقارنة بين احداث 1991 ابان الانتفاضة المباركة، واحداث اليوم من دخول قوات الحشد الشعبي الى مناطق صلاح الدين، وكيف يتعاملون من ابناء وعوائل تلك المناطق".