الجمعة، 13 مارس 2015
المرجعية: على الدولة رعاية المقاتلين وعوائل الشهداء
قبول المساعدة لا يعني غض البصر عن الهوية والاستقلال، وعلى الدولة تقديم الرعاية لجميع المقاتلين.
قال خطيب الجمعة في كربلاء احمد الصافي، ان قبول المساعدة من "الاخوة والاصدقاء" في المعارك ضد التنظيمات الارهابية لا يعني غض البصر عن الهوية والاستقلال.
وطالب الصافي، الدولة "بتقديم الرعاية لجميع المقاتلين، وبذل قصارى جهدها لحفظ الانتصارات من خلال مؤسساتها وقنواتنا، وتوجيه عنايتها للذين يحافظون على البلد، وتوصل حقوقهم كاملة وتهتم بعوائل الشهداء".
واضاف ان "الامة التي تعطي شهداء، هي امة سخية، والامة التي تهتم بشهدائها هي امة اكثر سخاء، ان الشهيد فتح طريق الحرية، وعلى الاحرار ان يثمنوا ذلك، وعلى الدولة الموقرة ان تسد احتياجات ابنائها"، مبيناً بالقول "لا نغفل ان نشكر جميع الاجهزة الامنية والمتطوعين والاعلام الحر النزيه، الذي رافق الكثير من جزئيات المعارك ونقلها بصورة موضوعية".
و دعا الصافي في خطبة الجمعة، الى "ضرورة تغيير وتحديث الاجراءات الخاصة بجلب الكفاءات العلمية الى البلاد، كونها اصبحت منفرة وغير مفيدة لعودتهم".
وقال الصافي، في خطبته في الحضرة الحسينية المقدسة في كربلاء، "نشكر الله على هذه الانتصارات ونشد على ايادي ابنانا في القوات الامنية والمتطوعين وعشائرنا الغيورة، وهي صفحة بيضاء تضاف الى السجل المشرف لابناء هذا البلد، فأن تلاحم وتراص الصفوف بين ابناء الشعب العزيز له اهمية كبيرة في دحر الاعداء، ويضفي القوة والشجاعة على المقاتلين في جميع الاراضي المغتصبة لتطهيرها، ان العدو يستهدف نقاط الضعف فينا لتفتيتنا، هذا التماسك لابد ان يبقى ويزداد، حتى لاندع اية فرصة ثانية للعدو".
وتابع الصافي ان "الجيش والمتطوعين يدافعون عن بلدهم العزيز، هذا البلد الحضاري بل الذي تجذرت فيه مجموعة حضارات، هذا البلد الذي سيكون كما كان منيعاً عن اي محاولة لتغيير هويته، وتبديل تراثه وتزييف تأريخه".
وذكر ان "العراق بابنائه البررة على طول التأريخ، تحملوا ما تحملوا من اجل ان يبقى عزيزاً شامخاً سيد نفسه، فقد اريقت ولاتزال على هذه الارض الطاهرة، دماء زكية غالية دفاعاً عن كرامتنا وعزتنا ومقدساتنا وهويتنا الثقافية التي نعتز بها ولا نرضى بها بدلاً، ان ابنائنا يخوضون اليوم معركة مصيرية غاية في الاهمية في الدفاع عن العراق في حاضره ومستقبله، ويسطرون تاريخ حقبة مهمة بدمائهم لبذلها في سبيل هذا الوطن، نعتز بوطننا وبهويتنا وباستقلالنا وسيادتنا".
واستأنف بالقول "اذا كنا نرحب بأي مساعدة تقدم من اخواننا واصدقائنا في محاربة الارهابيين ونشكرهم عليها، فان ذلك لا يعني في حال من الاحوال بأنه يمكن ان نغض الطرف عن هويتنا واستقلالنا، ولا يمكن ان نكون جزءً من اية تصورات خاطئة في اذهان بعض المسؤولين هنا او هناك، اننا نكتب تأريخنا بدماء شهداء وجرحانا في المعارك التي نخوضها اليوم ضد الارهابيين، وقد امتزجت دماء مكونات الشعب بجميع مكوناتهم وطوائفهم، ونؤكد على ضرورة حفظ هذا التاريخ الناصع من خلال التوثيق، خوفاً من التضييع او التجهيل، اذ من حق الاجيال القادمة ان تطلع على تاريخنا، كما قرئنا نحن تاريخ اسلافنا".
وأوضح الصافي، "ذكرنا في اكثر من مناسبة بضرورة الاهتمام والاعتماد على الكفاءات وفي جميع الاختصاصات، وفي نفس الوقت سعى الكثير من الاخوة اصحاب الكفاءات الى الاسهام في بناء بلدهم، خاصة من اولئك الذين يحملون شهادات عليا من دول متقدمة، لكنهم واجهوا بعض المشاكل الحقيقية، في مسألة مهمة، هي مسألة معادلة الشهادة، اننا في الوقت الذي نركز على علمية الاشياء، وضبط المعارف العلمية والشهادات العلمية، لكن بعض الاجراءات روتينية اصبحت بعيدة عن الواقع بالتالي ومنفرة للاختصاصات التي تريد العودة الى البلاد، بل انها اصبحت غير مفيدة، فخسارة البلد لكفاءته كبيرة، ولا ندري من المسؤول عن هذه الاجراءات، وعلى بعض الجهات توفير كل الامكانات لهم من اجل ان يبنوا بلدهم".